الجمعة، 18 مايو 2012

الخيال الابتكاري أو الخلاّق

يعتبر الخيال عنصرا مهما من عناصر العمل الأدبي ، والذي من خلاله يستطيع الكاتب أن ينقل لنا عاطفته وأفكاره فيصورها تصويرا معينا  يجعلنا نتأثر بما يكتبه أو يقوله.
وقسم النقاد الخيال إلى نوعين : فهنالك خيال ابتكاري خلاق ، وهنالك الخيال المتذكر أو المستعاد، ولابد أن قدرة الأديب على التصوير مستخدما خيالا ابتكاريا أفضل من تصويره الفكرة بخيال متذكر ومستعاد.
قال خليل مطران في قصيدته المساء:
ياللغروب ومابه من عبرة                للمستهام وعبرة للرائي
أو ليس نزعا للنهار وصرعة            للشمس بين مآتم الأضواء
فهنا الشاعر حزين ويضفي حزنه على كل ما حوله، فهو يرى في الغروب صورة خيالية لم يسبقه أحد إليها، فيشبه الغروب وكأنه نزع للنهار وموت للشمس وهي تودع الحياة محمولة مارة بين خيوط ذهبية مضيئة ، وهذا هو الابتكار في التصوير.
وهذا شاعر آخر يقول :
الأرض قد لبست رداء أخضرا         والطل ينثر في رباها جوهرا
والنهر ما بين الرياض تخاله            سيفا تعلق في نجاد  أخضرا 


يصور الشاعر فترة معينة من فصول السنة وكأن الأرض فيها قد لبست ثوبا أخضرا، ولو اكتفى بذلك لقلنا أنه خيال متذكر قد سبقه إليه الكثير من الأدباء، ولكنه أضاف تشبيه النهر في هذه الأرض كأنه سيف تعلق فيها فاكتملت الصورة الابتكارية.