الأربعاء، 25 أبريل 2012

البلاغة في القول

البلاغة كما هو معروف هي الوصول إلى الغاية من الكلام، وإنما الغاية في كلام المرء هي إيصال الفكرة والعاطفة بأقل كلام وأجزل معنى، و البلاغة عند العرب القدامى لا يكاد يختلف عليها اثنين.
وظهرت أغلب العلوم العربية في فترات متأخرة وأعني بذلك فترة حكم العباسيين التي ظهرت فيها علوم وفنون كثر، وبرز علماء وأدباء وشعراء، ولأن الحاجة إلى البلاغة كانت كالحاجة إلى النحو الذي به يضبط الكلام لذلك انبرى العلماء في تثبيت أسس هذا العلم كالشيخ الجليل عبد الجاهر الجرجاني في كتابيه" أساس البلاغة في علم البيان " و " دلائل الإعجاز في علم المعاني". ويعرف علم البلاغة بأنه العلم الذي يبحث في القواعد والأسس التي إن توافرت في الكلام صار فصيحا بليغا معبرا، ومعنى ذلك هو علم يبحث عن مدى وجود المحسنات التي تزين الكلام وتولد جرسا موسيقيا فيه أو صور وتشبيهات تقوي المعنى وتؤكده وتظهره مع قدرة هذه الصور على التأثير في الآخرين وهكذا.
ويقسم علم البلاغة إلى ثلاثة علوم: علم البديع وعلم البيان وعلم المعاني الذي يبحث في وجوب مطابقة الكلام لمقتضى حال المخاطب وأحوال السامعين، ويبحث في المعاني المستفادة من تأليف الكلام ونظمه وسياقه، فيتعرض لأساليب الخبر والإنشاء والإيجاز والإطناب والمساواة وغيرها.
كما أن علم البيان هو العلم الذي يبحث في طرائق تقديم المعنى  الواحد بطرق تعبيرية مختلفة ، فمثلا نقول : (رأيت بنتا جميلةً) فأنا قدمت معنى الجمال بطريقة عادية،و نقول : ( رأيت بنتا كالقمرِ) هنا قدمت معنى الجمال بطريقة التشبيه، ثم نقول : (رأيت قمراً يمشي)  فهنا قدمت معنى الجمال بطريقة الاستعارة حيث أنني حذفت المشبه وذكرت المشبه به وذكرت شيئا من لوازم المحذوف وهو المشي لأن القمر لا يمشي.
أما علم البديع فهو الذي يبحث في وجوه تزيين الكلام وتحسينه وزخرفته مما له علاقة باللفظ كالجناس والسجع والاقتباس والتضمين ومما له علاقة بالمعنى كالطباق والمقابلة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مفيد ، جعلني أفكر ، أستعد الآن

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.